الدستور العراقي
.
...
الاثنين، 12 أكتوبر 2009
نشاطات حملة من أجل تنظيف العراق من مخلفات أسلحة الحرب المشعة
نشاطات حملة من أجل تنظيف العراق من مخلفات أسلحة الحرب المشعة
منسق الحملة : د. كاظم المقدادي
منذ نحو عقدين من الزمن والعشرات من الباحثين البيئيين، يحذرون ويلفتون انتباه المسؤولين والمعنيين في العراق إلى قضية خطيرة تعاني منها البيئة العراقية وتنطوي على تداعيات خطيرة، ألا وهي تلوثها بالمخلفات الحربية المشعة. كذلك جرى التنبيه إلى العلاقة بين انتشارالأمراض السرطانية والولادات المشوهة والأجهاض المتكرر والعقم وغيرها والتلوث الإشعاعي الناتج من استخدام ذخيرة اليورانيوم المنضب خلال الحروب التي جرت في العراق.
لقد أثبتت الأبحاث والدراسات الميدانية العلمية بأن الإشعاعات المنبعثة من إنفجار ذخائر اليورانيوم المنضب، ومن مخلفات الحروب التي دمُرت بتلك القذائف، تتسبب بمشاكل صحية خطيرة على المواطنين المدنيين، وخاصة الذين يعيشون في المناطق المجاورة لهذه المخلفات، وعلى البيئة، بما فيها من حيوانات ومزروعات ومياه جوفية وسلة غذائية.
وبشأن المناطق الملوثة، فقد نبهت الوكالات الدولية المعنية الى وجود الآلاف منها في أرجاء العراق. وقد حدد مركز الوقاية من الإشعاع التابع لوزارة البيئة العراقية 317 موقعاً ملوثاً بالإشعاعات، وكلها قريبة من مناطق مأهولة بالسكان وبحياتهم اليومية.
لكن الحكومة العراقية لم تتخذ لحد اليوم، متذرعة بحجج مختلفة، إجراءات جدية لتنظيف وعزل سوى 10 % فقط من المناطق الملوثة- وفقاً لاَخر تصريح لوزيرة البيئة العراقية. وكان من نتائج هذا الإهمال إصابة مئات الآلاف من العراقيين وخصوصآ من سكان هذه المناطق بأمراض سرطانية فتاكة، وقد مات منهم، خلال السنوات المنصرمة، عشرات الآلاف، وفي مقدمة الضحايا براعم حاضر ومستقبل شعبنا- أطفالنا. إضافة إلى تكاثر الولادات المشوهه، والاجهاضات المتكررة، والعقم، الذي أصاب حتى من أنجبوا قبل الحرب، وعلل مرضية أخرى غريبة وغير قابلة للعلاج، ستتناقلها الأجيال جيلاً بعد جيل.
حيال هذا، وبدافع الواجب الوطني والمهني والإنساني، والحرص على حاضر ومستقبل الشعب العراقي، بادر لفيف من النشطاء، مدعومين بعدد من الأكاديميين والخبراء والباحثين وأطباء إختصاصيين، ومهندسين، وناشطين بيئيين، وإتحادات وجمعيات ومنظمات مجتمع مدني،وغيرهم، الى إطلاق حملة في اَيار 2009 ، تهدف إلى الضغط من أجل تنظيف العراق من مخلفات الحرب، وإنقاذ من بقي حياً من الضحايا، متوخية تذَكير المجتمع الدولي- ممثلاً بالأمم المتحدة والإدارة الأمريكية الجديدة وحكومات الإتحاد الأوربي وجامعة الدول العربية ودول المنطقة ،وخاصة دول الخليج العربية، بالكارثة البيئية والصحية التي خلفتها الحروب على العراق، ولاسيما التلوث الإشعاعي الناجم عن إستخدام ذخائر اليورانيوم في حربي الخليج الثانية (1991) والثالثة (2003)، والتي تؤكد التقارير العلمية أن أضرارها قد طالت أرجاء العراق، وتعدته الى منطقة الخليج برمتها، ووصلت الى دول أبعد. ومطالبة المجتمع الدولي والمنظمات والمؤسسات الدولية وحكومات العالم بالإيفاء بالتزاماتها تجاه العراق وتقديم المساعدة المادية اللازمة والعاجلة لتنفيذ مهمة تنظيف البيئة ومعالجة الضحايا.
لقد قام نشطاء الحملة، وبالأعتماد أولاً وأخيراً على إمكانياتهم المتواضعة، ومن دون أي دعم مادي من أي جهة أو مؤسسة، بما يلي:
1- إعداد تقرير واف عن التلوث الإشعاعي ومصادره وضحاياه في العراق أوصلته للمعنيين.
2- رفع مذكرة إلى الأمم المتحدة وحكومات العالم، بلغ عدد الموقعين عليها أكثر من 4780 شخصاً من عراقيين وعرب وأجانب، من بينهم علماء وخبراء وباحثون في مختلف الاختصاصات، وشخصيات علمية وثقافية وفنية وتربوية وإعلامية. إضافة إلى منظمات مجتمع مدني، من داخل العراق وخارجه، تطالب المجتمع الدولي تقديم العون المطلوب لتنظيف البيئة العراقية من ملوثات الحرب وإنقاذ الضحايا، وما زالت تردنا التواقيع ورسائل الدعم حتى هذه اللحظة.
3- أنشاء موقع خاص بالحملة على النت،غني بالدراسات والتقاريروالمعلومات والوثائق والصور الموضحة لطبيعة قذائف اليورانيوم المنضب،والأمراض التي سببها إنفجارها في العراق.
4- فتح رابطين- بالعربية والأنكليزية- للتوقيع لكل من يرغب بالأنضمام للحملة ودعمها.
5- التوجه الى الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة، والى حكومات، وبرلمانات العالم، والى منظمات الدفاع عن حقوق الأنسان والصليب الأحمر والهلال الأحمر ووسائل الأعلام الأجنبية والعراقية.
وقد قدم نشطاء الحملة المذكرة والتواقيع، ورسالة خاصة باللغة الأنكليزية لكل من:
السكرتير العام للأمم المتحدة، حكومات الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن، الرئيس الأمريكي باراك أوباما، الكونجرس الأمريكي، المفوضية العليا للأتحاد الأوربي، رئاسة الأتحاد الأوربي الحالية - الحكومة السويدية، البرلمان السويدي، الحكومة الدنماركية، الحكومة الهولندية، جامعة الدول العربية (باللغة العربية)، البرلمان الأوربي، البرلمان الهولندي، لجنة حقوق الأنسان التابعة للأمم المتحدة، الوكالة الدولية للطاقة الذرية، منظمة الصحة العالمية، برنامج الأمم المتحدة للبيئة، الوكالة الدولية لأبحاث السرطان، الأتحاد الدولي لحفظ الطبيعة، منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، الأتحاد البرلماني الدولي، الأتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر، منظمة العفو الدولية، منظمة هيومن رايتس ووتش، لجنة الصليب الأحمر الدولي، التحالف الدولي لمنع أسلحة اليورانيوم ICBUW ( يضم أكثر من 100 منظمة، وقام التحالف بدوره بإرسال وثائق الحملة الى منظمة الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة، وغيرها)، إضافة إلى أبرز وسائل الأعلام الأمريكية والبريطانية.
وأرسل نشطاء الحملة المذكرة والتقرير ورسالة خاصة باللغة العربية الى الجهات العراقية التالية:
مجلس الوزراء، رئاسة الجمهورية، نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي، (وقد تعذر الحصول على عنواني النائبين الآخرين) رئاسة مجلس النواب العراقي، لجنة الصحة والبيئة في مجلس النواب العراقي، وزارات: البيئة، الصحة، العلوم والتكنولوجيا، والنفط، ومجالس محافظات: بغداد، البصرة، الناصرية، كربلاء، الديوانية، بابل، واسط، بقية المجالس لم نستطع الحصول على عناوينها.والى نواب البرلمان :صفية السهيل، ميسون الدملوجي، ليلى الشيخلي، حنين قدو، مفيد الجزائري، صباح الساعدي، (وتعذر الحصول على عناوين بقية النواب ). وتم إرسال الوثائق الى عشرات منظمات المجتمع الدولي في العراق، والى وسائل الأعلام العراقية: صحافة وقنوات فضائية وإذاعات.
6- قام نشطاء الحملة بالتحرك على بعض المؤسسات الدولية في عمان لتعريفها بالحملة وهدفها. وفي هولندا سلم وفد منهم المذكرة والتواقيع الى ممثلي البرلمان الهولندي، وتلقى ممثلو الحملة دعوات للتعريف بالمشكلة وأهداف الحملة في هامبورغ وبرلين بألمانيا، واسكلستونا بالسويد.
ورغم تعرض حملتنا إلى تعتيم إعلامي رسمي وموقف سلبي من العديد من المؤسسات الحكومية، حيث رفضت وسائل الإعلام الرسمية نشر أية إشارة إلى نشاطات الحملة والمخاطر التي حذرت منها، ولم يبد مجلس الوزراء أو وزارة الصحة (التي كنا ننتظر أن تهتم بالأمر بشكل خاص) او وزارة النفط، أي تجاوب أو اهتمام برسائلنا، ولم نتلق رداً حتى هذه الساعة من رئاسة الجمهورية، ونائب الرئيس الهاشمي، ورئاسة مجلس النواب. إلا أن صحفاً ومواقع انترنيت عديدة وفضائيات سارعت إلى احتضان الحملة كما يرتجى، وكذلك ردت وزارة العلوم والتكنولوجيا مثمنة ما جاء في التقرير، واعدة بدراسته والنظر بما يمكن أتخاذه من إجراءات مناسبة، وكذلك فعلت لجنة الصحة والبيئة مثمنة الجهود المبذولة وواعدة بالقيام بما يلزم. وعلى صعيد النواب، ثمنت النائبة صفية السهيل المبادرة ووعدت بطرح الموضوع في مجلس النواب، ووعد النائبان حنين قدو –الذي إنضم الى الحملة- ومفيد الجزائري، بعمل شيء في مجلس النواب، وكذلك وصلتنا عدد من إشعارات الإستلام الأوتوماتيكية من بعض مجالس المحافظات دون استلام رد فعلي منهم بعد. وقد وصلت الحمله رسالة من وزيرة البيئه بينت فيها أنها تتفق مع الحملة حول ضرورة إزالة التلوث ومعالجة البيئة، وأنها مسؤولية مشتركة تتظافر فيها كل الجهود والأمكانيات المادية، وتمنت على الحملة:حث الدول المانحة بتوفير الدعم المادي لأستكمال تنفيذ برنامج تقييم اليورانيوم المنضب في العراق المتوقف، ولأنشاء وتجهيز مراكز الكشف المبكر للحالات السرطانية وتوفير العلاجات، واشتكت من عدم توفر الدعم المادي والسياسي الضروري لإنجاز تلك المشاريع.
مقابل التعتيم الإعلامي العراقي الرسمي، وقفت العديد من وسائل الأعلام العراقية الأخرى والعربية موقفاً إيجابياً مشكوراً من الحملة، فأجرت قناة "عشتار" الفضائية لقاء خاصاً مع منسق الحملة ونشر عدد من الصحف المذكرة التي أرسلتها الحملة وأسماء الموقعين عليها مثل "المواطن" ،" طريق الشعب"، " البلاد" ،" المنارة"، وغيرها، بالأضافة الى العديد من المواقع على شبكة النت منها جريدة "إيلاف" الإلكترونية، "وكالة أنباء الكوفة"، Beeaty TV، "منتديات الكوت نت"، "الأخبار" ، "الناس"، "النور"، "ينابيع العراق"، "موقع إتحاد الجمعيات العراقية في السويد"، "عينكاوه"، "العراقي"، "الحوار المتمدن"، "صوت العراق"، "مدونة البيئة العراقية"، "عراق الغد"، "الجيران"،"ميدل إيست أونلاين"، "قلعة سكر نت"،"مركز دمشق للدراسات النظرية والحقوق المدنية"،"منظمة الدفاع الدولية"،"منتديات الجمعية الدولية للمترجمين واللغويين العرب"،"الرابطة العراقية للمبرات العراقية"،"مركز المسلة لتنمية الموارد البشرية"،"مرصد الحريات والحقوق الدستورية" وغيرها. وأجرت إذاعة الـ BBC FM مقابلة مع ناشطين من الحملة.
إن الواقع البيئي والصحي الكارثي الذي يشهده الجميع في العراق يفرض على كل إنسان غيور وحريص على وطنه وشعبه ان يتحرك لعمل كل ما بوسعه لتخليص العراق من هذا الواقع المرير.
وإنطلاقاً من ذلك،تستمر الحملة بالرغم من كل الصعوبات التي تجابهها، متطلعة إلى المزيد من الدعم والتضامن الجاد- بما في ذلك الأنضمام الى نشطاء الحملة، الى جانب دعمها بالأفكار والمبادرات الخلاقة، التي من شأنها المساعدة على تحقيق أهداف الحملة النبيلة والمشروعة- التعجيل بتنظيف العراق من مخلفات الحرب وإنقاذ من بقي حياً من الضحايا. فكل يوم يمر، يكلف العراق المزيد من الضحايا، وتزداد المشكلة تفاقماً ويزداد حلها صعوبة وكلفة، حيث تنتشر دقائق اليورانيوم المنضب المشعة والسامة في الهواء والتربة والماء والغذاء، مسببة المزيد من الأمراض والوفيات.
موقع الحملة: www.cleaniraq.org
للمراسلة: info@cleaniraq.org
للتوقيع: http://www.petitiononline.com/lana1994/petition.html
ملاحظة: الرجاء ان يكون التوقيع بالاسم الكامل والمهنة ومحل الإقامة،وإلا فلن نستطيع إضافته لقائمة الأسماء النهائية.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق