الدستور العراقي
.
...
الثلاثاء، 27 أكتوبر 2009
بعد ستة اشهر من اطلاق حملة عراقية عالمية لتنظيف تربة العراق من مخلفات الحرب المشعة
بعد ستة اشهر من اطلاق حملة عراقية عالمية لتنظيف تربة العراق من مخلفات الحرب المشعة
تستيقظ السلطة الرابعة لتؤدي بعض من عملها
تتناقل وسائل الاعلام العالمية والعربية والعراقية ايضا "بعد صمت طويل" تقارير مكثفة عن مناطق عراقية ضربت بذخائر اليورانيوم المنضب في حربين متتاليين هما عام 1991 وعام 2003 بعد تزايد غير طبيعي في معدل الاصابة بامراض السرطان والتشوهات الولادية غيرالمسبوقة وحالات الاجهاض المتكرر.
وكانت قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة قد استخدمت اليورانيوم المنضب كمكون أساسي في قذائف الدبابات الخارقة للدروع.
وقد نفت وزارة الدفاع الأميركية أن يكون اليورانيوم المنضب مصدراً للخطر يهدد من يتعرض له، ولكنها ترصد الجنود المصابين بأجزاء من شظايا اليورانيوم المنضب نتيجة لعمليات قتالية باستمرار.
و في حكم تاريخي صدر في سبتمبر 2009، خلصت هيئة محلفين بريطانية إلى أن التعرض لليورانيوم المنضب في حرب الخليج الأولى 1991 كان السبب المرجح لسرطان القولون الذي أودى بحياة الجندي البريطاني السابق ستيوارت دايسون في يونيو 2008.
وفي اخر اخبار الساحة العراقية نشرت جريدة الصباح في عدد يوم السبت الماضي المصادف 22 اكتوبر بان هناك اكثر من أكثر من 70 منطقة ملوثة تحوي مقذوفات وحقول ألغام في ذي قار. حيث اثبتت اعمال المسح التي انجزتها فرق المركز الاقليمي لشؤون الالغام في وزارة البيئة على 71 منطقة ملوثة في ذي قار ،احتواءها على مقذوفات وحقول الغام ومخلفات اشعاعية خطرة .
بينما صدر منشور في عام 2005، عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة حدد فيه مايقارب 311 موقعاً ملوثاً باليورانيوم المنضب في العراق وقال أن تطهيرها سيتطلب سنوات عدة. ولا يوجد لدى وزارة الصحة أرقام خاصة بعدد حالات السرطان التي قد تكون ذات صلة بمخلفات الحروب أو ناتجة عنها.
وقد قامت وزارة البيئة مؤخرا بنشاط غير عادي حول تجميع العربات والدروع العسكرية المضروبة والمتروكة في مناطق مأهولة ونقلها الى اماكن خاصة حسب ماصرحت به وزيرة البيئة في رسالة خاصة الى نشطاء الحملة . الخطوة التي تاخرت بمقدار ست سنين والتي كان يجب البدء بها فور انتهاء العمليات القتالية ونبهنا الى ذلك مرارا عبر مختلف وسائل الاعلام العراقية..رغم ان تجميع الالاليات العسكرية المضروبة لايعني حل المشكلة وانما يجب معالجة التربة والمناطق التي تعرضت للتلوث والتي مازالت على حالها .
اما شبكة الانباء الانسانية ايرين التابعة للامم المتحدة في عددها الصادر يوم 18 اكتوبر فقد تساءلت " فيما اذاكانت مخلفات الحرب هي التي تقف وراء هذه الزيادة في اعداد الوفيات بالسرطان في ذي قار وميسان والمثنى".
بينما أشارت دراسة أعدتها شعبة تعزيز الصحة في وقت سابق هذا العام إلى تسجيل 340 حالة من حالات سرطان الدم بين عامي 2001 و2008 في البصرة، مقابل 17 حالة عام 1988 و93 حالة عام 1997، كما اشار لذلك قصي عبد اللطيف عبود، رئيس شعبة تعزيز الصحة (التابعة لوزارة الصحة) في محافظة البصرة بجنوب العراق،
وفي جريدة القدس العربي الصادرة بتاريخ17/10/2009 كتبت هيفاء زنكنة تقول:
بينما تختفي مليارات الدولارات، من ثروة الشعب في حسابات المختلسين من المحتلين وساسة ' العراق الجديد'، تكريسا للفساد ودعما لميليشيات القتل، ليست هناك ميزانية او نية لإزالة اكوام المدرعات والدبابات والشاحنات العسكرية التي استهدفتها القوات الامريكية وحلفاؤها بذخائر اليورانيوم المنضب والتي لا تزال تحتل مكومة في وسط المدن كالبصرة ويمتد تأثيرها الى باقي المدن بلا استثناء ، ليستنشق الناس سمومها مسببة الموت البطيء. وعلى الرغم من حملات بعض المنظمات العراقية المستقلة والاختصاصيين العالميين والمنظمات الدولية حول تدهور الاوضاع البيئية جراء استخدام المواد الملوثة والسامة المشعة من قبل الاحتلال التي سببت تلوث اكثر من 300 موقع في العراق ، لم تقم قوات الاحتلال او البلدان التي ساهمت في الغزو أو حكومات الاحتلال المتعاقبة باي اجراء للتخفيف من حجم الكارثة
وأوضحت 'سكاى نيوز' أن تحقيقًا صحافيًا أجرته قبل خمسة عشر شهرًا أظهر تزايد عدد الأطفال الذين يُولدون مشوهين فى الفلوجة، مضيفةً أنها قامت بإعداد ملف عن حالات الأطفال المشوّهين الذين ولدوا فى المدينة خلال الأشهر الثمانية الماضية. وأن هناك تنوعًا فى حالات التشوه عند الأطفال، وأن إصابات الأطفال شملت مشكلات عديدة، من بينها تشوهات فى البطن وتشوهات فى الوجه تسببت فى وفاة الكثير منهم قبل بلوغهم سن الخامسة من العمر. مما ادى الى عزوف نساء الفلوجة عن الانجاب.
وهناك حقائق مخيفة يكشفها "خبير بيئي" عن إصابة مناطق البصرة بالتلوث الإشعاعي كما كتب عنها علي حنون في مقال نشرته وكالة الانباء العراقية "واع" في 17/10/2009 جاء فيه مايلي :
استعمل على العراق قذائف واطلاقات اليورانيوم المنضب في عام 1991 وخلال ستة أسابيع ما يصل الى (940,000) اطلاقة عيار 30 ملم و(14,000) قذيفة مدفع ودبابة من مختلفة العيارات أي ما يقارب 300 طن".وقد شملت مناطق كثيرة من ساحة العمليات الحربية وكانت المنطقة الجنوبية من العراق والبصرة في حدودها الغربية خاصة أكثر المناطق تعرضًا وهو مبين في الخارطة الصادر من البنتاغون الامريكي . كما اضاف المختص في دراسة اليورانيوم المنضب في بيئة البصرة خاجاك فروير" تقديرنا الميداني هو ما يقارب ال 100 طن . وتشير الدراسات المسحية التي اجريت في مناطق عديدة من محافظة البصرة من قبل لجان مختصة (حسب فروير) الى ان العديد من احياء المدينة سواء في اطرافها او المركز طالها التلوث اما من خلال الضربات العسكرية المباشرة اثناء العمليات الحربية او عن طريق تجميع سكراب الحديد من مخلفات تلك العمليات العسكرية وتكديسها في الاحياء السكنية و ان عملية المسح الإشعاعي لمحافظة البصرة بكل أقضيتها ونواحيها كشفت عن وجود مناطق ملوثة باليورانيوم المنضب واليورانيوم الطبيعي والسكراب الملوث "
اما على صعيد الوطن العربي فقد كتب الاستاذ علي عشقي في جريدة الوطن السعودية الصادرة في ابريل من هذا العام مقالا بعنوان "اليورانيوم المنضب ودول الخليج العربي " يقول فيه:
ان استخدام اليورانيوم المنضب في حرب الخليج الثانية والثالثة أو في أي مكان في العالم أعتبر و يعتبر وصمة عار على جبين الحضارة الغربية, وجريمة في حق الإنسانية خاصة الإنسان العربي في منطقة الخليج, سواء كان هذا الإنسان شابا أو شيخا أو امرأة أو طفلا, وأنا أطالب من هذا المنبر الرئيس أوباما رجل النيات الحسنة كما يبدو للكثير قبل انسحابه من العراق أن يسحب معه جميع غبار اليورانيوم المنضب المترسب على رمال صحارينا, والعالق في أجوائنا والمترسب في أعماق مياه خليجنا, وأن ينظر بعين الرحمة إلى آلاف الأطفال والنساء والشيوخ العراقيين ممن أصابهم هذا العنصر اللعين بأمراض عضال يعجز الطب عن شفائها أو التخفيف من آلامها, الانسحاب من العراق لا يكفي يا سيادة الرئيس إذا لم تكن هناك نية صادقة في تنظيف نظمنا البيئية ليس فقط في العراق بل وفي الكويت وشمال شرق المملكة ومياه الخليج من هذا العنصر اللعين, الذي إذا لم نتخلص منه فسيظل بين ظهرانينا يسرح ويمرح ليس فقط لعشرات أو مئات أو ألوف السنين القادمة بل سيظل يفتك بنظمنا البيئية وجميع ما يدب بها من مخلوقات الله لملايين السنين القادمة.
في تقرير نشرته صحيفة المدى في الاول من ايلول 2009 للكاتب عماد علو جاء فيه "لم يعد الإعلان عن اكتشاف مواقع عراقية ملوثة باليورانيوم المنضب يثير الكثير من الاهتمام في وسائل الإعلام العراقية، برغم أن المعلومات التي تعلنها وزارة البيئة العراقية من فترة إلى أخرى تشير بالدليل القاطع إلى وجود مناطق ملوثة في بغداد والبصرة خصوصا ومناطق أخرى من العراق بشكل عام، منذ حرب الخليج الثانية عام 1991 عندما ضرب العراق بأكثر من (94) ألف قذيفة من القذائف المطلية باليورانيوم المنضب أو المستنفد باللغة العلمية العالمية أي ما يعادل تقريبا (300) طن من اليورانيوم المنضب ما أدى إلى تلوث البيئة العراقية ولم يعلن حتى الآن عن عدد القذائف أو كمية المتفجرات التي ضرب بها العراق منذ عام 2003 وحتى الآن".
واشارت المنارة في عددها الصادر في يوم 9 سبتمبر الى ان الحملة التي اطلقها بعض النشطاء العراقيين من اجل تنظيف تربة العراق من مخلفات الحرب المشعة مازالت مستمرة "الأبحاث والدراسات الميدانية العلمية بأن الإشعاعات المنبعثة من إنفجار ذخائر اليورانيوم المنضب، ومن مخلفات الحروب التي دمُرت بتلك القذائف، تتسبب بمشاكل صحية خطيرة على المواطنين المدنيين، وخاصة الذين يعيشون في المناطق المجاورة لهذه المخلفات، وعلى البيئة، بما فيها من حيوانات ومزروعات ومياه جوفية وسلة غذائية.
وبشأن المناطق الملوثة، فقد نبهت الوكالات الدولية المعنية الى وجود الآلاف منها في أرجاء العراق. وقد حدد مركز الوقاية من الإشعاع التابع لوزارة البيئة العراقية 317 موقعاً ملوثاً بالإشعاعات، وكلها قريبة من مناطق مأهولة بالسكان وبحياتهم اليومية.
لكن الحكومة العراقية لم تتخذ لحد اليوم، متذرعة بحجج مختلفة، إجراءات جدية لتنظيف وعزل سوى 10 % فقط من المناطق الملوثة- وفقاً لاَخر تصريح لوزيرة البيئة العراقية. وكان من نتائج هذا الإهمال إصابة مئات الآلاف من العراقيين وخصوصآ من سكان هذه المناطق بأمراض سرطانية فتاكة، وقد مات منهم، خلال السنوات المنصرمة، عشرات الآلاف، وفي مقدمة الضحايا براعم حاضر ومستقبل شعبنا- أطفالنا. إضافة إلى تكاثر الولادات المشوهه، والاجهاضات المتكررة، والعقم، الذي أصاب حتى من أنجبوا قبل الحرب، وعلل مرضية أخرى غريبة وغير قابلة للعلاج، ستتناقلها الأجيال جيلاً بعد جيل.
حيال هذا، وبدافع حيال هذا، وبدافع الواجب الوطني والمهني والإنساني، والحرص على حاضر ومستقبل الشعب العراقي، بادر لفيف من النشطاء، مدعومين بعدد من الأكاديميين والخبراء والباحثين وأطباء إختصاصيين، ومهندسين، وناشطين بيئيين، وإتحادات وجمعيات ومنظمات مجتمع مدني،وغيرهم، الى إطلاق حملة في اَيار 2009، تهدف إلى الضغط من أجل تنظيف العراق من مخلفات الحرب، وإنقاذ من بقي حياً من الضحايا، متوخية تذَكير المجتمع الدولي- ممثلاً بالأمم المتحدة والإدارة الأمريكية الجديدة وحكومات الإتحاد الأوربي وجامعة الدول العربية ودول المنطقة ،وخاصة دول الخليج العربية، بالكارثة البيئية والصحية التي خلفتها الحروب على العراق، ولاسيما التلوث الإشعاعي الناجم عن إستخدام ذخائر اليورانيوم في حربي الخليج الثانية (1991) والثالثة (2003)، والتي تؤكد التقارير العلمية أن أضرارها قد طالت أرجاء العراق، وتعدته الى منطقة الخليج برمتها، ووصلت الى دول أبعد. ومطالبة المجتمع الدولي والمنظمات والمؤسسات الدولية وحكومات العالم بالإيفاء بالتزاماتها تجاه العراق وتقديم المساعدة المادية اللازمة والعاجلة لتنفيذ مهمة تنظيف البيئة ومعالجة الضحايا ومازالت الحملة مستمرة.
شبعاد جبار
احد نشطاء الحملة
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق