الدستور العراقي

لكل فرد حق العيش في ظروف بيئية سليمة", "تكفل الدولة حماية البيئة والتنوع الإحيائي والحفاظ عليهما ", "لكل عراقي الحق في الرعاية الصحية ",

.

...

الأربعاء، 24 سبتمبر 2008


-البيئة والحياة- مجلة بيئية عراقية واعدة

كاظم المقدادي kalmukdadi@hotmail.com *

أتاح هامش الحرية الواسع في العهد الجديد في العراق صدور عشرات الجرائد والمجلات المستقلة. ولعل الأهم، بالنسبة لنا كبيئيين،أن معظمها يهتم بنشر الأخبار والتقارير والمقالات التي تتناول قضايا بيئية،محلية وعربية وعالمية.ولأول مرة في تأريخ العراق تصدر مجلة بيئية،هي مجلة " البيئة والحياة"، التي تصدر شهرياً عن مركز الإعلام والتوعية البيئية التابع لوزارة البيئة العراقية. تعود فكرة إصدار مجلة بيئية عراقية، في البدء، الى مشروع تبناه الاستاذ كريم عبد كاظم- مدير مركز الاعلام والتوعية البيئية، رئيس التحرير الحالي، الذي عرض المقترح على وزيرة البيئة السيدة نرمين عثمان حسن، التي تحمست بدورها للفكرة، وحرصت على توفير كل المستلزمات والامكانيات المطلوبة لاصدار مثل هذا المطبوع .وتشكلت هيئة تحرير، وباشرت مهماتها.وجاءت ولادة "البيئة والحياة" في العدد (صفر) في كانون الأول/ ديسمبر 2005، وتوالت بعده الأعداد تباعا حتى وصلت الى العدد 20 لحد الآن، وهي تتميز بصفحاتها ومحتوياتها القيمة،وبالجانب الفني من حيث التصميم والطباعة والورق الصقيل !من حيث المضمون، حرصت المجلة منذ البدء ان تكون ذات طابع بيئي علمي بحت،وبلغة مبسطة. فخصصت صفحات خاصة للدراسات، والمقالات، والتحقيقات، والتقارير البيئية،الى جانب الأخبار البيئية المحلية،التي تسلط الضوء على أنشطة وزارة البيئة ومديرياتها في المحافظات، الفنية والميدانية، والمشاريع التي تضطلع بها،سواء أكانت مدرجة على لائحة خططها السنوية، أو تلك المدعومة من قبل المنظمات الدولية..والى جانب الصفحات الثابتة المخصصة للأخبار البيئية العالمية،التي تجعل المتلقي مواكبا للتطورات الحاصلة في العالم في هذا المجال،حرصت المجلة في أعدادها الأخيرة ان تمد المتخصصين بالشأن البيئي بتقارير باللغة الانكليزية لتوسيع مشارب ثقافتهم، وإيصال المعلومة إليهم طازجة من جهة، وحث المبتدئين في هذا المجال على تطوير ثقافتهم البيئية، ولغتهم الانكليزية، كي تكون مشجعا لهم على متابعة المستجدات البيئية في العالم.في السياق ذاته،أخذت المجلة على عاتقها عرض الاتفاقيات البيئية الدولية المتعددة الاطراف، وتلك التي ينوي العراق الانضمام اليها،الى جانب التعريف بالمشكلات البيئية المعاصرة في العالم،وغيرها من الموضوعات التي تشكل محور الاهتمام البيئي في العراق.ومن بين ما نشرته في هذا المضمار:قضايا بيئية معاصرة،التحديات التي تواجه المياه في القرن الحادي والعشرين، المياه الممغنطة،الطاقة الجديدة والمتجددة،الطاقة الشمسية المصدر الرئيس للطاقة في الحياة،الطاقة الشمسية صديقة للبيئة، غضب الطبيعة... كوارث بيئية (الزلازل)،تدهور الأرض إخلال بالتوازن البيئي،الملوحة وتأثيرها على البيئة، دورالتنظيم الدولي في مكافحة التصحر، تلوث البيئة ومخاطره على طبقة الاوزون،مستقبل العلاقة بين الانسان والبيئة،مخاطر تعرض الإنسان للإشعاع،الهاجس البيئي بين متطلبات التنمية المحلية وبين عولمة الخطورة، التلوث الضوضائي، الفقر وتأثيراته السلبية على البيئة.وموضوعات كرست للبيئة والقانون، والبيئة والارهاب،والبيئة في ظل الاقتصاد، وغيرها..وضمن مهمتها الإعلامية لنشر الوعي البيئي والثقافة البيئية نشرت: نحو بيئة جميلة وسليمة، صحتنا في سلامة بيئتنا،الصحة البيئية،التربية البيئية في دور رياض الأطفال والتعليم قبل الابتدائي،التعليم البيئي وتنمية الوعي لمختلف المراحل الدراسية،ادخال مفاهيم التربية البيئية في المناهج الدراسية،الاعلام ودوره في نشر التوعية البيئية،قياس مستوى الوعي البيئي،الخ. هذا بالإضافة لزاوية "مصطلحات بيئية" الثابتة.وسعت المجلة ان تكون اهتماماتها نابعة من صميم اهتمامات الشارع العراقي البيئية. فنشرت التحقيقات، والدراسات، والمقالات، والتقارير العلمية،التي تناولت معظم المشكلات البيئية في العراق، مسلطة الضوء على الحالة البيئية في العراق، وتقييم المواقع البيئية الساخنة فيه.بالإضافة الى موضوعات ساخنة كثيرة،مثل: الإشعاع وتأثيراته السرطانية، خطورة الحديد السكراب من مخلفات الحرب،التلوث والنفايات. ومن تحقيقاتها حول التلوث: بغداد تختنق من التلوث البيئي، المولدات الكهربائية.. شر لابد منه. ومن بين الدراسات التي نشرتها: التلوث الصناعي، تأثيرات استخدام الرصاص في البطاريات السائلة على البيئة وصحة المواطنين،التلوث الناتج عن معامل وكور الطابوق وتأثيراته على الانسان والحيوان والنبات،تأثير صناعة الورق على البيئة، تأثير السموم على صحة وسلامة الإنسان ،الملوثات الكيمياوية،العناصر الثقيلة في البيئة العراقية،صناعة السمنت وتلوث البيئة، المخلفات الإنشائية، واقع حال معامل الطابوق في النهروان،وضع المحددات البيئية لتصريف الدهون والشحوم لكراجات الغسل والتشحيم، التلوث الثالث /النفايات الصلبة،تلوث البيئة الناتج عن المطروحات السائلة لمحطات توليد الطاقة الكهربائية، الدايوكسين.. والواقع البيئي في العراق،تقييم معالجة النفايات الصناعية المتخلفة في معامل الادوية الاهلية في العراق،المركبات الكيمياوية.. وكيفية حماية اطفالنا من الملوثات العضوية، الملوثات المطروحة من الصناعات الغذائية، تلوث الحليب ومنتجاته بالفطريات وسمومها، المخلفات المنزلية وتأثيرها على البيئة، استخدام الاشعاع لحفظ المواد الغذائية.ومن بين العناوين المتعلقة ببيئة الهواء:السيارات وتلوث الهواء، ظاهرة الامطار الحامضية واثارها السلبية، شبكة رصد ملوثات الهواء في العراق.أما الموضوعات التي لها علاقة ببيئة الأرض والتربة،فهي:النباتات الطبيعية المقاومة للحرارة والجفاف والملوحة في العراق،البيئة الزراعية والحفاظ عليها من التلوث،الملوحة وتأثيرها على التربة وعلى الانتاجية الزراعية،مجزرة النخيل، مخاطر تلوث السلسلة الغذائية بالمبيدات،الاستخدام الآمن للمبيدات.ومن الدراسات التي نشرتها في مجال البيئة المائية: نوعية المصادر المائية ومياه الشرب في العراق ، مياه الشرب المجهزة من الاسالة والنواتج العرضية الكيمياوية من عمليات التعقيم،وحدات ترشيح مياه الشرب،تلوث المياه في العراق،اكثر المشاريع الصناعية تلويثا للمصادر المائية في العراق، تلوث نهر دجلة بالمطروحات الصناعية،مصادر وآثار تلوث مياه نهر دجلة في مدينة الموصل،خطة ممكنة التطبيق للإدارة البيئية لنهر الحلة، تأثير مبيدات الآفات على الاسماك والاحياء المائية الاخرى، الاراضي الرطبة وتطبيقات التقنية النباتية،تلوث المصادر المائية بالمركبات النتروجينية الناتج عن المطروحات الصناعية والبلدية،عشبة النيل (زهرة النيل)ومخاطرها على الموارد المائية،هلاكات الجاموس في اهوار المسحب والصلال إخلال بالنظام البيئي،مؤشرات وأدلة التلوث البرازي (الجرثومي) في المياه،محطة معالجة مياه الصرف الصحي في الرستمية..وفي مجال التربية البيئية نشرت الموضوعات التالية: البيئة المدرسية وأثرها التربوي والعلمي في اوساط الطلبة، مسؤولية المؤسسات الاعلامية العراقية في الحفاظ على البيئة.وتناولت قضايا أخرى، مثل السياحة البيئية في العراق،وغيرها..ويذكر ان المجلة صدرت في بداية الامر بجهود 6 صحفيين،شكلوا أسرة التحرير، ومازالوا يواصلون جهدهم هذا بدون كلل. وقد وعدت وزارة البيئة بمد المجلة بكادر أكبر، تدريجيا ، والعمل جار أيضا لتحسين الاخراج الفني للمجلة من ناحيتي التصميم والطباعة. علما بان المعوقات والعراقيل التي واجهت إصدار المجلة كانت وما زالت فوق التصور، فالوضع الامني المتدهور في بغداد يجعل من الوصول الى مقر المجلة صباحا مغامرة خطيرة يكون الرهان فيها على حياة العاملين، كذلك الامر عند العودة الى البيت. ولا يمكن تصور ظروف العمل اليومي والبلد يعاني من أزمات في الوقود والكهرباء والماء، خصوصا وان معظم عمل المحررين يعتمد على الكومبيوتر.ناهيك عن وجود من يريد من المسؤولين المتنفذين إيقاف مسيرة المجلة ويضع العراقيل في طريقها.بالمقابل ثمة رغبة صادقة لدى كادر المجلة، وداعمي المجلة من الباحثين والكتاب المهتمين بالشأن البيئي، بمواصلة العمل رغم كل الصعاب، لايمانهم بأهمية ما تؤديه المجلة من دور نبيل في إشاعة المعرفة والثقافة البيئية، والمساهمة الجادة في دراسة المشكلات البيئية العراقية ومعالجتها .موقع المجلة على شبكة الإنترنيت:-




* د.كاظم المقدادي:أكاديمي وباحث بيئي، رئيس قسم إدارة البيئة بالأكاديمية العربية في الدنمارك.

ليست هناك تعليقات: