الدستور العراقي

لكل فرد حق العيش في ظروف بيئية سليمة", "تكفل الدولة حماية البيئة والتنوع الإحيائي والحفاظ عليهما ", "لكل عراقي الحق في الرعاية الصحية ",

.

...

الأربعاء، 18 مايو 2011

عراقية صديقة للبيئة تفوز بجائزة اليونسكو

عراقية صدبقة للبيئة من" الشطرة " تفوز بجائزة اليونسكو - لوريال للعالمات الشابات

نقلا عن موقع الحيران
في الوقت الذي تقتصر فيه الأخبار الآتية من العراق على كل ما هو حزين ومؤسف، لا سيما في مجال تلوث البيئة، جاء خبر مفرح من باريس يعلن فوز الدكتورة ريام ناجي عجمي، المتخصصة العراقية الشابة في علوم الحياة والتلوث البيولوجي، بمنحة اليونسكو - لوريال للنساء الشابات المتفوقات في ميادين العلوم التطبيقية. وفي العاصمة الفرنسية، صعدت الفائزة إلى المنصة لتسلم شهادتها، مع عالمات من دول عديدة، لافتة الأنظار بارتدائها «الهاشمي»، الزي الوطني لنساء بلدها.
تعمل ريام عجمي مدرسة في قسم علوم الحياة في الجامعة المستنصرية في بغداد. وهي تعتبر نفسها من صديقات البيئة، تعمل مع 30 طالبا من طلابها في سبيل «عراق أنظف». وتتيح لها المنحة التي حصلت عليها، بعد أن اختارتها لجنة تقييم عالمية، أن تلتحق بجامعة «كوينز» في كندا لإجراء بحوث حول البيئة والتلوث باستخدام نظم المعلومات الجغرافية والتحسس عن بعد.

وقالت لـ«الشرق الأوسط» إنها تشعر بالفخر لاختيار اللجنة لها كواحدة من الفائزات بالمنح، رغم التنافس الشديد، خصوصا لأنه تم بالاستناد إلى الكفاءة و«دون محسوبية أو منسوبية». كما تباهت العالمة العراقية الشابة وهي ترفع علم بلادها في محفل دولي بعد أن كانت ترفعه في ساحة مدرسة «المكارم» الابتدائية للبنات، وهي طفلة.

بعد حفل التكريم في اليونسكو، انتهزت الفائزة فرصة وجودها في باريس لزيارة متحف «اللوفر» ومشاهدة آثار حضارات وادي الرافدين القديمة الموجودة في صالاته. ولا تخفي أنها لم تستطع حبس دمعتها وهي تقارن بين ما أبدعه أسلافها وأجدادها وما تراه في وطنها من دمار لا يناسب ذلك التاريخ العظيم.

ريام مولودة في محافظة ذي قار عام 1980، وهي البنت الصغرى لأُسرة تضم خمس شقيقات وشقيقا. وعمل والدها في مشاريع الإعمار منذ أن كان مسؤولا عن إعمار البصرة والفاو. وتقول: «هو من شجعني على إكمال دراستي، ومعه والدتي التي كانت تربوية ناجحة، لذلك لا أعتبر نفسي أفضل من غيري وقد يكون هناك من هو أفضل مني بكثير، في مجالي نفسه، لكني الأكثر حظا لوجودي في عائلة ساندتني كثيرا وتدعو لي دائما».

تخرجت ريام من إعدادية الشطرة ودرست في جامعة البصرة وحصلت على «البكالوريوس» في علوم الحياة و«الماجستير» من الجامعة المستنصرية، وأخيرا «الدكتوراه» في التخصص نفسه، من كلية علوم البنات في جامعة بغداد. وبفضل تفوقها لفتت الأنظار في مؤتمرات محلية ودولية ونالت شهادات تقدير. وهي تعرف أن ما تلقته من تعليم في بلدها يحتاج إلى تعزيزه بما وصلت إليه الأبحاث في العالم. وفي الوقت نفسه تدرك أنها تعيش في مجتمع يميل إلى وضع المرأة جانبا، وأن الاجتهاد في البحث العلمي هو سبيلها لإثبات وجودها. وكانت تتساءل، باستمرار، عما سيكون عليه مستقبلها، وهو مرتبط بمستقبل بلدها. ولأنها تشتغل بالعلوم وتمتلك نظرة واقعية، فإن الدكتورة ريام لا تخفي قلقها، أحيانا، على ما تحمله الأيام لوطنها وتقول بصراحة مؤثرة: «العراق بلد غير مستقر أمنيا، ونحن نعاني من تلوث فكري قبل التلوث البيئي. ونظرة مجتمعنا للمرأة محدودة جدا ولا تراهن على إعطائها فرصة، خصوصا في مجال البيئة الذي يتطلب العمل الحقلي والمتابعة والعمل المستمر
ولا تنسى العالمة الشابة فضل أساتذتها عليها، أمثال الدكاترة علي دعيبل وحسين أحمد الاعظمي وعدنان حسن عفج وعبد الرحمن الكبيسي وهيفاء جوير، الأستاذة العالمة في مجال البيئة، ومهند المفتي وآخرين. ويشعر من يستمع إليها وهي تصر على أن تسميهم بالاسم، واحدا واحدا، أن هؤلاء يقومون بدور بطولي حين يضعون علوم الحياة ونظافة البيئة في مواجهة رياح السموم

ليست هناك تعليقات: