.

الدستور العراقي الدائم

...

الخميس، 17 يوليو 2014

"الحق في الشفاء" من تسميم بيئة العراق

"الحق في الشفاء" من تسميم بيئة العراق منتدى البيئة والتنمية في أواخر آذار (مارس) 2014، وصلت إلى العاصمة الأميركية واشنطن مجموعة من المدافعين عن حقوق الإنسان، تمثل جنوداً سابقين في الجيش الأميركي ومدنيين عراقيين، لمطالبة الحكومة الأميركية بأن تفعل شيئاً لآلاف الأشخاص الذين يعانون مما دعته المجموعة "التسميم البيئي" للعراق أثناء الحرب. هذه المجموعة، التي تدعى Right to Heal أي الحق في الشفاء، تقول إن الجنود الأميركيين الذين شاركوا في حرب العراق، والمواطنين العراقيين، ما زالوا يعانون من تأثيرات حُفر الحرق (burn pits) التي كانت تستعمل للتخلص من النفايات العسكرية، وهي تتسبب بمشاكل صحية جديدة للعراقيين كل يوم. "الأوضاع اليوم أسوأ ألف مرة"، قال النائب الديموقراطي عن ولاية واشنطن جيم ماكدرموت، أثناء جلسة استماع في مجلس النواب ضمت شهوداً من مجموعة "الحق في الشفاء". وفي اليوم نفسه عقدت المجموعة "جلسة استماع شعبية" في العاصمة الأميركية. وكان بين الشهود جون تيرمان، المدير التنفيذي والباحث الرئيسي في مركز الدراسات الدولية التابع لجامعة مساتشوستس للتكنولوجيا (MIT). وهو قال إن المسؤولين الأميركيين، في استخفافهم بخطورة التأثيرات الصحية للحرب، انتهكوا "الثقة التي وضعناها في الحكومة، بأن يكونوا مسؤولين تجاهنا حتى في أصعب أوقات الحرب". وقالت شاهدة أخرى، هي كريستي كاستيل، إن ابنها جوشوا الذي كان مستنطقاً في الجيش توفي من سرطان الرئة عام 2012 وهو في سن الثانية والثلاثين. وكان يقيم على بعد نحو 100 متر من حفرة حرق في العراق. وأضافت: "كان على دراية بالغيوم السوداء الكثيفة التي كانت تلف القاعدة كل يوم، وكان يعاني أعراض الاحتقان وحرقة العينين والغثيان. ومع ذلك، مثل معظم الجنود الآخرين، كان يدعو هذه الأعراض علة العراق". تطالب مجموعة "الحق في الشفاء" بإجراء عمليات تنظيف واسعة النطاق في العراق، وتقديم تعويضات أميركية للمدنيين الذين عاشوا قرب حفر الحرق وتنشقوا دخان الطلاء والبلاستيك والعلب المعدنية والإطارات المطاطية والذخائر والمواد الكيميائية. وقد حظر الكونغرس الأميركي حُفر الحرق عام 2010 في قانون دعا إلى إجراء دراسات لتحديد التأثيرات البيئية والصحية البعيدة المدى لهذه الممارسة. وجاء في إحدى الدراسات التي أجريت بناء على ذلك، في معهد الطب التابع للأكاديميات الوطنية، أنه لا توجد بيانات كافية تثبت أن التلوث من حفر الحرق تسبب بأي مشاكل صحية بعيدة المدى. لكنها خلصت إلى أن خمس مواد كيميائية أو أكثر اكتشفت في "حفرة قاعدة البلد"، قد تؤدي إلى السرطان واختلالات في الكبد والكليتين والقلب والتنفس، وقد تؤذي الدماغ والجهاز التناسلي. وأبدى خبراء صحيون قلقاً من أن تحمل العواصف الغبارية في العراق مواد سامة أطلقت خلال الحرب. وتدعو مجموعة "الحق في الشفاء" الى إجراء مزيد من الدراسات الصحية المستقلة، وتأمين التمويل اللازم للمراكز الصحية، واستحداث مكاتب تسجيل لتوثيق ومتابعة أنواع ومعدلات التشوهات الخلقية والأمراض السرطانية المتعلقة بالحرب العراقية. ويؤكد خبراء كثيرون أن إصابات السرطان والتشوهات الخلقية ازدادت بمعدلات هائلة في المناطق التي قصفت بذخائر اليورانيوم المستنفد التي استخدمتها القوات الأميركية والبريطانية في حرب العراق.