الدستور العراقي

لكل فرد حق العيش في ظروف بيئية سليمة", "تكفل الدولة حماية البيئة والتنوع الإحيائي والحفاظ عليهما ", "لكل عراقي الحق في الرعاية الصحية ",

.

...

الجمعة، 19 يونيو 2009

نائب في البرلمان الهولندي يدعو النواب العراقيين الى تأسيس كتلة بإسم " برلمانيون ضد اليورانيوم المنضب"


نائب في البرلمان الهولندي يدعو النواب العراقيين الى تأسيس كتلة بإسم ( برلمانيون ضد اليورانيوم المنضب )

هاري فان بومل أحد أهم الشخصيات وأكثرها فعالية في قيادة الحزب الإشتراكي الهولندي، ذلك الحزب الأسرع نمواً في عدد مقاعده البرلمانية من أي حزب آخر وبدون توقف حتى أصبح ثالث حزب في هولندا بـ 25 مقعداً برلمانياً من أصل 150 ويعتبر الحزب الأهم للمعارضة الهولندية .
في هذه المقابلة تحدثنا مع هاري حول اليورانيوم المنضب ومسؤولية العالم عن تنظيف العراق منه:
"أن المجتمع الدولي ملزم بمساعدة العراق لتنظيفه من بقايا الذخائر التي تحتوي على اليورانيوم المنضب وإلا سيصبح الشعب العراقي ضحية مزدوجة: في البداية للدكتاتور صدام حسين ومن ثم للطريقة التي نفذت فيها الحرب على العراق. هذا لا يمكن قبوله"، حسب قول فان بومل.
صائب خليل: من المعروف أن هولندا واحدة من الدول القليلة، مع إسرائيل وأميركا وبريطانيا وفرنسا وجيكيا، والتي مازالت تقف بالضد من محاولات إصدار قانون دولي بمنع استعمال ذخائر اليورانيوم المنضب. هذه الدول تقف أيضاً حجر عثرة في سبيل إصدار قرار بإجراء البحوث الرسمية حول نتائج استعمال تلك الذخائر. كيف تنظر شعوب تلك الدول إلى هذا الأمر؟

* هاري فان بومل: لو أن الناس عرفت المزيد عن الأمر فسيثور غضبهم. من الضروري لفت الإنتباه بأقصى سرعة إلى هذا السلاح الإجرامي. آمل أن تهتم وسائل الإعلام بالأمر أكثر، ومن ناحيتي سوف أعمل على أن أسهم في ذلك.
- صائب خليل: أين نضع التلوث باليورانيوم المنضب من بقية أنواع التلوث في العالم؟
* هاري فان بومل: التلوث باليورانيوم المنضب قد يكون أكثر أنواع التلوث التي يمكنك أن تتخيلها، تدميراً. إنه ليس نتاجاً لعمليات صناعية، بل هو نتيجة خيارات سياسية وعسكرية. أنا أراه كمشكلة خاصة من نوعها، وتتطلب حلاً خاصاً عاجلاً.
- صائب خليل: يقارن اليورانيوم المنضب أحياناً بالقنبلة الذرية التي ألقيت على هيروشيما، هل ترى المقارنة عادلة؟ هل يمكننا أن نصفه بأنه "هيروشيما جوفية"؟
* هاري فان بومل:بلا شك مثل هذا الوصف مناسب له. لا تنس أن الكثير من بقايا تلك الذخائر استعملت في الصحراء وأنها باقية في الرمال. وسوف تتكون منها غمائم من دقائق خطيرة تتجه نحو المناطق السكنية، وعاجلاً سوف تتحول مناطق واسعة إلى مناطق غير قابلة للعيش فيها. أسوأ ما في الأمر هو أنك لا تستطيع أن ترى الخطر حتى يتمكن منك، ويكون الوقت قد فات.
- صائب خليل: حسب بعض التقارير فأن وشخصاً من كل ثمانية أشخاص في البصرة مصاب بالسرطان. وفي الناصرية يصل الرقم إلى واحد من كل سبعة. ما رأيك في ذلك؟
* هاري فان بومل:الجريمة في استعمال اليورانيوم المنضب هي انه يصيب ضحاياه حتى بعد سنوات طويلة من انتهاء الحرب، ويمكنه حتى إصابة الحامض النووي DNA فيصل تدميره إلى الأجيال التالية. يجب منع هذا السلاح كما حدث مع الألغام الأرضية والقنابل الإنشطارية. إضافة إلى ذلك فيجب إجراء المزيد من البحوث وتقديم الدعم لضحايا ذخائر اليورانيوم المنضب.
صائب خليل: إن أحد الأسباب التي قدمت من قبل الولايات المتحدة وقوات التحالف لإعلان الحرب على العراق، هو تحرير الشعب العراقي من الدكتاتورية. والآن يواجه نفس الشعب وحشاً جديداً، من المحتمل أنه سيكلفه أرواحاً أكثر، ويستمر زمناً أطول من أي دكتاتور في التاريخ، فما رأيك بهذا التناقض؟
* هاري فان بومل:لقد أصبت التقدير تماماً، ولذا يجب أن لانسمح لذلك بأن يحدث. سوف أقوم بكل ما أستطيع من أجل أن لا أسمح أن يلف النسيان هذه المشكلة. إننا مدينون بذلك لضحايا هذا السلاح وعوائلهم.
صائب خليل: تقف منظمة الصحة العالمية بالضد من إجراء بحث موسع حول اليورانيوم المنضب، كموقف الولايات المتحدة وإسرائيل ودول أخرى، كيف يمكن لأحد أن يقف بوجه إجراء بحث، خاصة منظمة للصحة العالمية؟
* هاري فان بومل:الدول التي مازالت تستعمل تلك الذخيرة لايريدون أن يحملوا مسؤولية ذلك لأنه يمكن أن ينتج مطالبات بتعويضات هائلة. ومنظمة الصحة العالمية ليست سوى كرة تتقاذفها ارجل عدد من الدول الكبرى ومنها أميركا. من المخجل أن مشكلة صحية بهذا الحجم لا يتم التعامل معها من خلال بحث واسع وطويل الأمد. إنها ليست مشكلة العراق وأميركا وحدهما بل هي مشكلة عالمية، ولذا يفترض بمنظمة الصحة العالمية أن تهتم بأداء واجبها فيها، فقد أسست لهذا الغرض.
صائب خليل: في عام 2000 قمت بزيارة العراق لأول مرة وزرت أثناءها مستشفى للأطفال، ماذا وجدت هناك؟
* هاري فان بومل:المناظر التي رأيتها هناك كانت مرعبة! أطفال صغار أصيبوا باللوكيميا إثر تعرضهم للأشعة كما يفترض. وجدت أيضاً أطباء لم يكن تحت تصرفهم بسبب الحصار سوى القليل جداً من الأجهزة الطبية، وكان هناك نقص في الأدوية. وفي الحقيقة كان هناك نقص في كل شيء، حتى بالعاملين في المستشفيات. كان على أهالي الضحايا أن يقوموا بأنفسهم بالعناية بالأطفال في المستشفى.
صائب خليل:- هل ترى أن الدول المسؤولة عن اليورانيوم المنضب، مسؤولة أيضاً عن تنظيف العراق من بقاياه؟
* هاري فان بومل:بدون أي شك. ربما لا يمكن إثبات ذلك قضائياً، لكن ليس هناك أي شك في ذلك من الناحية الأخلاقية. لقد ساهمت هولندا في تنظيف بلدان لم نشارك في الحرب فيها. إن أردنا لتلك الدول أن تجد طريقها إلى المستقبل بعد الحرب، وأن تتمكن من تطوير أنفسها، فهناك الزام أخلاقي علينا بمساعدتها في مثل تلك المشكلة، ونحن في الحزب الإشتراكي ندعم مثل تلك المهمات بشكل دائم. لذلك فمازال هناك الكثير مما يتوجب على المجتمع الدولي عمله في العراق.
صائب خليل: إذن فأنت ترى أن من حق الشعب العراقي أن يتم تنظيف بلاده من تلك الملوثات؟
* هاري فان بومل:نعم، وأرى أيضاً أن ذلك من واجب المجتمع الدولي. لقد كان موقفي ضد الحرب وأنا ضد استعمال ذخائر اليورانيوم المنضب، وأرى أن على هولندا أن تسهم في تنظيف العراق من تلك الفضلات، وإلا كان الشعب العراقي ضحية مزدوجة لصدام حسين ولنتائج تلك الحرب، وهذا ما لايمكن قبوله.
صائب خليل:- لقد ربح الرئيس أوباما الإنتخابات بشعار "التغيير". هل لنا أن نأمل الكثير منه؟
* هاري فان بومل:نعم، فأوباما يريد البدء بسياسة جديدة في الشرق الأوسط. إنه يسعى الى التقرب، وله الجرأة على توجيه النقد لإسرائيل. إنه رئيس من نوع يختلف تماماً عن جورج بوش. أنا أنتظر الكثير من سياسته الخارجية، واتصور أن الناس في الشرق الأوسط يمكنهم أن ينظروا بالكثير من الإيجابية إلى الرئيس الأمريكي الجديد.
صائب خليل: العلاقات العراقية الأوروبية تمر بمرحلة تحضيرية لتوقيع اتفاقية شراكة استراتيجية. هل يمكن لذلك أن يساعد العراق في حل مشكلة اليورانيوم المنضب؟

* هاري فان بومل:أعتقد ذلك. حسب تصوري لم تكتب نصوص مشروع تلك الإتفاقية بعد، لكن عندما يحدث ذلك فسوف أثير هذه النقطة. وسوف أدعو زملاءنا في البرلمان الأوروبي إلى النظر إلى الأمر بعناية كبيرة. في مثل هذه المعاهدة يمكن الإتفاق على إجراء بحث حول نتائج اليورانيوم المنضب وتنظيف بقاياه. وفي أقله يمكن أن تتضمن المعاهدة إعلان نوايا بهذا الإتجاه، وسوف أقف بقوة مع ذلك.
صائب خليل: لعب الحزب الإشتراكي في الماضي دورا خاصاً في الصراع ضد الشركات والحكومات التي تتصرف بشكل غير مسؤول، هل لك أن تذكر لنا بعض الحالات من هذا الماضي؟
* هاري فان بومل:لقد صارع الحزب الإشتراكي اكثر من عشرين عاماً، داخل البرلمان وخارجه من أجل الحصول على قانون يمنع استعمال الأسبست الذي أثبت العلم أنه يتسبب في الأصابة بالسرطان. وقد تكللت تلك الجهود بالنجاح، ومنع استعمال تلك المادة وخصصت المبالغ من أجل ضحاياها. كذلك نقف في طليعة من سعى إلى منع استعمال الأسلحة الإنشطارية، وهذه الأسلحة تقتل ضحايا كثيرين لسنوات طويلة بعد انتهاء الحرب أيضاً، لأن الكثير من القنابل لاتنفجر حتى يمسكها طفل أثناء اللعب. الأسلحة الإنشطارية قتلة أطفال، وهذا ينطبق أيضاً على الذخيرة ذات اليورانيوم المنضب. إن استعمالها أمر لا أخلاقي.
صائب خليل:- أخيراً، أنت عضو في البرلمان لمدة تزيد عن عشرة سنوات، ولديك الكثير من الخبرة الدولية. بماذا تنصخ البرلمانيين العراقيين في هذا الأمر؟
* هاري فان بومل:أسسوا رابطات مهنية مع البرلمانيين في العالم. أبدأوا من خلال الإنترنيت بمجموعة عمل ليكن اسمها: "برلمانيون من أجل منع اليورانيوم المنضب". طالبوا بمطلبين فقط: منع عالمي لإستعمال ذخيرة اليورانيوم المنضب، و تنظيف بقاياه التي مازالت في أراضي الدول التي استخدم فيها مثل العراق ودول أخرى، بعد الحرب. طالبوا الأمم المتحدة بتخصيص الأموال اللازمة للمهمة. أنا جاهز لقيادة العمل على مثل هذا التضامن من الجانب الهولندي.

ليست هناك تعليقات: